الخميس، ٢٧ أيلول ٢٠٠٧

بانتظار صباح جديد....




أسدل الليل سدائله المظلمة، حاجبا كل نور، كوحش ظالم يمنع ظهور الحق. حتى نور القمر الفضي لم يستطع الظهور.
كانت ليلة اجتاحت عليها الكآبة التي تحالفت مع وحش الظلام .لم تستطع اي قوة ردعهما فقد كان هذا التحالف قوة تمشي في طرق متعرجة ومعقدة نهايتها واحدة.. هي الظلم.
عم الظلم في كل مكان. وجلس الظلام على عرشه مرتاحا، مسامرا حليفته الكآبة.
ولكن، دهش الجميع بدخول منافس جديد على ساحة المعركة . كان ذو قوى عظيمة لم يتوقعها احد. فها هو النور يعلوم على سرجه الى الوغى كفارس، حاملا بيده سيف الحق. ومزق السدائل المظلمة. لم يجرأ احد على نزاله... هذه القوة ليست سوى الشمس.
بعثت الجوناء بأول خيط ذهبي على الدنيا، وبدأت تصعد تدريجيا وتزيل غلس الليل. كانت تتجلى من خلف الجبال بهدوء كعروس تطل على الناس بوشاحها الذهبي.
ونحن الان نعيش في ظلام هذا الليل بانتظار صباح جديد، الذي لا بد ان يأتي مهما طال هذا الليل. فكل ظلام الدنيا لو جمعته لا يستطيع اخفات ضوء شمعة صغيرة. كذلك الحق... لا يخفيه الباطل مهما علا صراخه.

الثلاثاء، ٢٥ أيلول ٢٠٠٧

تدوير

لبيئة خضراء
قبل بضعة ايام اثناء عودتي من العمل ، استوقفني مشهد وجعلني افكر فيه بشكل عميق: كان صاحب احدى الدكاكين يقوم باشعال النار بهدف احراق الكراتين الفارغة للتخلص منها . فتعجبت من امرة . ومن عدم الوعي البيئي لدى معظم الناس... الا يعلم هذا الشخص ان ما يفعله يضر اكثر بكثير مما يفيد . فهو يتلف واحدة من المواد التي نحتاجها فضلا عما يخلفه احراقها من تلويث البيئة ان كان بالدخان والغازات الضارة او بالرماد الذي تخلفه.
علت في رأسي فكرة التدوير: اعادة استخدام المواد وتصنيعها من جديد. وهي ليست بالفكرة الجديدة .
اذكر انه منذ كنت صغيرة كانت هنالك سيارات تجوب الحارات وتعرض شراء قطع معدنية. وما زالت الجملة التي ترددها مكبرات هذه السيارات في بالي :" الي عنده الومينيوم ونحاس خربانه للبيع" فاذكر اننا كنا نتوجه الي اهلنا نسألهم ان يعطونا اغراض لنبيعها ونفرح بالمبلغ المتواضع الذي نحصل عليه. وما زالت امثال هذه السيارات تتجول حتى يومنا هذه وتكرر الجملة ذاتها.
تطور الامر، فقبل حوالي 6 اعوام بدأت حملة امكانية بيع عبوات المشروبات المعدنية الفارغة . وما يثلج الصدر الاقبال الذي تشهده هذه الحملة فتجد الناس - فئة الاطفال بالذات- بدأت تهتم بجمع هذه العبوات من الاماكن العامة، المدارس او في المناسبات والاعراس حتى باتت ظاهرة . فيفرح هؤلاء الاطفال حين يحصلون على مصروف اضافي من هذه الحملة. بالاضافة الى استمرار حملة بيع قطع الحديد والالومينيوم والنحاس. وان كان هذا الاقبال بهدف الحصول على المقابل المادي الذي يحص عليه الناس وكذلك الربح لهذه الشركات التي توفر في هذه الحملة مبالغ كثيرة باعداة اصلاح واستخدام هذه العبةات بدل صناعتها من مواد خام . يتحقق الى جانبهم الاهداف الاهم مثل الاستفادة من موارد طبيعية بدل اتلافها الى جانب تنظيف البيئة من مواد من شأنها تلويثها.
حديثا وبعد رواج حملة العبوات ، نشأت حملة اخرى وهي عبوات المشروبات البلاستيكية الكبيرة . فقد تم نشر صناديق حديدة في معظم البلدان حيث تواجدت واحدة منها في كل حي تقريبا ليضع فيها الناس هذه العبوات بدل رميها في القمامة. فكرة جيدة ايضا ولها نفس الاهداف السابقة .ولكن للاسف، لم تشهد هذه الفكرة رواجا فلا تجد في هذه الصناديق الكبيرة سوى عبوات معدودة . والسبب وبكل اسف اذكر ذلك انه ما من مقابل مادي لذلك.فيفضل الشخص رميها بالقمامة على ان يسير بضع خطوات اضافية ليضعها في هذه الصناديق.
يوما، عندما كنت اسير على احدى الارصفة مررت بجانب احدى هذه الصناديق الجائعة فتألمت الى حالها. وعلى بعد خطوات قليلة منها رأيت عبوه ملقاه على الارض. ( امر شائع فانت ترى مثل هذه العبوات على طول الطريق) ولكن ما زادني عجبا هو قرب هذه العبوة من الصندوق. الهذه الدرجة صعب وضعها في الصندوق؟؟ ذكرني امر الصناديق بالمحتاجون خاليو الوفاض الذين تحت انظار الناس الذين يصرون على تجاهلهم ويفضلون رمي الاشياء على اعطائها لهؤلاء المحتاجين.
انتبه انني لم اعد اصادف هذه الصناديق... يبدو ان الشركة انقذتها وقررت وضعها في اماكن تُقدَّر فيها اكثر بدل ان تبقى فقيرة ، او ربما استعملت هذه الصناديق ضمن حملة تدوير ولكن من نوع اخر - حملة تدوير الحديد- فربما وجد بعض الناس ان لا قيمة لها في هذه الوظيفة فلنستفد من المقابل المادي من وراء بيعها كقطع حديدية!!
بالرغم من النجاح الذي تلقاه حملات التدوير للمواد المعدنية تفشل بالمقابل حملات تدوير المواد التي ربما اقل ثمنا مثل البلاستيك والورق. الا ان الاولى مضرة جدا بالبيئة حقيقة كونها بطيئة التحلل . والاخيرة وان كانت سريعة التحلل الا اننا نستخدمها بكثرة . وذا اردنا اتلاف كل ورقة نستعملها سنحتاج الى قطع الكثير من الغابات...
في النهاية .. اتمنى ان يزيد الوعي البيئي عند الناس وتنجح كافة حملات التدوير التي تعمل بمشاركة الناس فيها. والا يقتصر هدفنا بالمقابل المادي بل نكون اكثر وعيا وادراكا لسلامة البيئة التي نعيش فيها . فلنبدأ من الان، ولنفكر في حلول تقنع الناس بهذه الفكرة وننشرها. او نبدأ بانفسنا ونبحث عن افكار عملية للمساهمة في التدوير. ونبحث عن شركات معنية بشراء مواد مستهلكة واعادة تصنيعها .
بانتظار مبادراتكم واقتراحاتكم . وانا ان شاء الله سأنشر بعض الاقتراخات في هذا المجال لاحقا.

السبت، ٢٢ أيلول ٢٠٠٧

نحن....كخفافيش



كالخفافيش



ما زلت اذكر قصة سمعتها عندما كنت في الصف الرابع الابتدائي، لما فيها من تقارب كبير من الواقع...واقع ما اعيشه بشكل خاص.

تتحدث القصة عن الخفافيش او الوطاويط- هذا الكائن الثدي الذي يشبه الفأر الى حد كبير غير انه يملك اجنحة يطير بها- فهو بين كونه طائراً وحيوانا ثديا"فأراً.

" يحكى عن حرب دارت بين الطيور والحيوانات، فاحترات الخفافيش لمن تنتمي. فعندما ذهبت الى الطيور سخروا منها وكادوا يقتلونها مدعين انهم لا يعتبرون طيورا لميزاتهم التي تشبه الى حد كبير الحيوانات فضلا على انها حيوانات ثدية. وعندما ذهبوا الى الحيوانات ظنتهم جواسيس من قبل الطيور وطردتهم عندما وجدتهم يطيرون باستخدام اجنحتهم.

قررت الخفافيش الوقوف وقفة المحايد ، رغم ان الامر ما زال يشغل بالها اذ لم تعرف حقيقة نفسها ان كانت فعلا طيور او حيوانات. اشتد القتال بين الحيوانات والطيور وأصبح كل طرف بحاجة الى مسانده للتغلب على خصمه. فتذكروا الخفافيش... واراد كل طرف ان يكسبه لصفه فذهب ممثل عن الطيور ليقنع الخفافيش بالانضمام اليهم كونهم "يطيرون" كذلك فعلت الحيوانات لتقنع الخفافيش بالانضمام اليهم مدعية ان الخفافيش بالاصل حيوانات وكونهم يطيرون لا يلغون هذه الحقيقة..."


تذكرني هذه القصة بواقع فئة قصتها تشبه قصة الخفافيش الى حد كبير باختلاف واحد: هو ان الخفافيش اختارت ان تسكن وتختبئ في الظلام ولا تحب النور على عكس الفئة التي اتحدث عنها والتي تصبو دائما لان تكون في النور الذي تحبه . ولكن يسعى الاعلام حجبه عنها ويعنل على ان يبقي هذه الفئة في تعتيم اعلامي.

تتساءلون عمن اتحدث؟؟

انهم عرب 48 ( وبما ان الكثير لا يعرفون ماذا يعني هذا المصطلح ساعرفه بايجاز وسأرفق في النهاية مصادر تحوي معلومات كافية ومفصلة) عرب 48: هم الفلسطينيون العرب الذين يعيشون ضمن حدود الحكم الاسرائيلي ويحملون الجنسية الاسرائيلية.

ما لا يعرفه الكثيرون هو حياة الصراعات التي تعيشها هذه الفئة بشكل يومي . صراعات في تعريف لنفسهم بين انتماءهم لقومي والوطني الذي يسري في عروقهم وبين تعريفهم السياسي والمدني الذي يتمثل في السجلات والاوراق.

صراعات بين دافع البقاء والتعايش مع الواقع وبين الكرامة والشهامة والغيرة على وطنهم المتأصلة في افئدتهم.

فهم اغراب في وطنهم مضطهدين من قبل خصمائهم الذين يعيشون بجوارهم...واغراب بين اخوانهم خارج وطنهم الذين معظمهم لا يعرفون عنهم شيء او ربما لا يعرفون بوجودهم، وان عرفوا ..عرفوا امور سلبية خاطئة او ربما لا يريدون ان يعرفوا لاعتقادهم انهم " اصبحوا يهود" او " جواسيس" فاذا لاقوهم نظروا اليهم نظرة احتقار كأنهم مجرومون . ومن الجانب الاخر يعتبرون كعامل خطر على قيام دولة وكيان فيعمل هذا الكيان كل ما بوسعه لقمعهم بشتى الوسائل... فمى عساهم ان يفعلوا؟؟؟

ولنعد لقصة الخفافيش ...فاذا انتموا عرب 48 الى اخوانهم العرب تبرأوا منهم وهمشوهم وكأنهم غير موجودين فهم لا يعترفون بهم بذريعة البطاقة الزرقاء التي يحملوها والتي تكتب تحت خانة الجنسية اسرائيلية واذا حاولوا ان يكونوا كما تقول الاوراق ويتعايشوا بواقع كونهم مواطنين من حقهم الحصول على حقوقهم سيبقى عامل اللغة والقومية سبيل للتمييز ضدهم .
وكما في قصة الخفافيش... عند الحاجة اليهم او عند نجاحهم او نجاح انجازاتهم يتهافت كل طرف بضمهم اليه بحسب مصلحته الشخصية.

هذه ليست سوى مقدمة بسيطة لمسلسل المعاناه اليومي الذي لا يتوقف بالنسبة لعرب 48 .. وسأذكر لكم ان شاء الله بعض الحلقات والمشاهد والمواقف من هذا المسلسل الذي ابطاله أنا ، هو وهي الطالب والعامل ، الرجل والمرأة ، الطفل والعجوز واي شخص ينتمي لعرب 48 . فانتظروا ...
روابط متعلقة