السبت، ٢١ نيسان ٢٠١٢

ربيع بعد سبات ...



HDLOST.COM
الربيع العربي،  ربيع السنة وربيعٌ جديدٌ يضافُ لثلاثة وعشرين ربيعاً من عمري. ربيعٌ بعد اخر ينفح املاً بنسماتِهِ كلٌ في حقلٍ أضنى الخريفُ ازهاره.
شمسٌ أرسلت خيوطاً ذهبيةً رفيعةً في رقعٍ باردةٍ مظلمةٍ لتبعث فيها دفئاً قد هجرها منذ زمن، أشعة تتسلل الى حُجَرٍ كاد الدهر ان يدفنها ويوئد من في داخلها، اشعة نور تنتحل اجراس منبهة لتوقظ من راح في سباتٍ عميق، مبشرة او ربما منذرة، معلنة عن بدء حياة جديدة.
حتى هنا... صورة مثالية ترتسم في اذهاننا. هل فكرنا ان نقترب وندخل لهذه الحجور لنشعر ما يحدث لساكنيها، الذين جمدوا دمائهم فصلان كاملان هربا من قسوة الشتاء، مقنعين انفسهم بالامان؟
كلنا نعرف شعور الالم الذي يرافق سريان الدم في اطرافنا حين نحركهم بعد الشعور "بالتنميل" لمدة لا تتخطى الدقائق. فهل تتخيلون الالم الذي يرافق سريان الدم في كل الجسم بعد السبات؟!
ماذا لو خدشت او جرحت اطرافك اثناء خدرانها؟! لن تنتبه وتشعر به او بعمق الجرح إلا بعد ان يعود تدفق الدم فيه... كذلك من كان في سبات، في الربيع يحين الوقت للشعور بالم وعمق الجروح التي سببتها قسوة الحياة...
وبعد كل هذه الالام... يحتاج اصحاب السبات للتأقلم من جديد لحياة الربيع وروده، كطفل يتعلم المشي والكلام وأيضاً...التمييز بين الورود الجميلة واشواكها المؤلمة.

ليست هناك تعليقات: