
هل تجمع النكبة ما فرقته قبل 60 سنة؟
هل للنكبة ان توحد شعباً؟ وهي التي شتته وجعلت من ابناء الوطن الواحد والارض الواحدة افراداَ افراداً انتشروا في اراض مختلفة؟؟!! هذا ما ظنه البعض حين رأى تجمعهم في ذكراها.
لكن الامر ليس كذلك، ليست النكبة من وحدتهم: انما هو الوطن، انما هي الارض التي جمعتهم يوما وما زالت تشتاق لتجمعهم ثانية، انما هو الحلم والامل في العودة يجمعهم ثانية وفان استطاعت النكبة تفريقهم جسديا جمعهم هؤلاء بما هو اقوى تجميعا روحيا مبنيا على ايمان قوي يحملونه من جيل عاش القضية الى جيل يعاني عواقبها، ايمان بان الحق سوف يعود يوما مهما طال الزمان . والحلم سوف ينتقل من جيل الى جيل الى جيل حتى يتحقق الحلم.
هو الدم الاحمر الذي يجري في عروقهم وفيه نفس الميزات، هو الدم الذي سفك وما زال يسفك فداء للوطن. هو التراب المغطى بالعشب الذي ينتظر رجوعهم لتدوس اقدامهم عليه، هي الارض المزروعة بالزيتون الاخضر الصامد. هي الكوفية البيضاء والسوداء التي ستبقى تاجا على رؤوسهم، هو المفتاح الذي صدأ وتحول لونه الى اسود وهو ينتظر ليعود ويفتح الباب من جديد.
هو العلم المؤلف من الدم والزيتون والكوفية توصل بينهم المحبة والقلوب البيضاء.
لكن من اولد النكبة وجعلها تفرقهم في البداية. وما زال يريد لها الحياة. اون كانت تحت اسم اخر او لباس اخر. لكنها شبح واحد يريد ان يقضي على نفس الروح بنفس الطريقة: يشتتها ليضعفها وبالتالي يتخلص منها.
قد تكون تحت مسى الالوان مثلا. فالاسود لون والاخضر لون والاحمر لون. لكن هذه الالوان لن تستطيع ان تشكل العلم لوحدها ان لم يربطها اللون الابيض.
لقد رأيت الالوان بالامس في المظاهرة التي جرت في جامعة حيفا في ذكرى النكبة. لكنني لم ارَ الابيض الجزء الاساسي . اتمنى ان اكون مخطئة وغفلت عن رؤيته بينما هو موجود فعلاً. كما اتمنى ان يثبت وجوده في المرة القادمة لاستطيع والجميع ملاحظته. واتمنى من الالوان ان تساعده في الظهور. ان تمتزج كل الالوان معا دون ان تلغي نفسها او تلغي الواحدة الاخرى، بل كي تشكل الابيض. حيث بدونه لن يتشكل العلم بل سيسهل تفريقه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق